إلى أمر ملفت للنظر عندما قال ما مضمونه : بالنظر إلى كلّ ما بلغنا من الأحاديث الكثيرة المروية عن الأئمّة المعصومين عليهمالسلام بشأن الغيبة ، لو لم تحصل الغيبة ، لكان ذلك هو الدليل على بطلان مذهب الإمامة ، وعليه فإنّ تحقّق الغيبة هو بنفسه دليل على صدق أقوال الأئمّة عليهمالسلام.
وأضاف المؤلّف بأنّ الحيرة والشكّ الذي أصاب أكثر الشيعة في هذا الموضوع ، لم يكن بالأمر غير المتوقّع ؛ لأنّ الأئمّة عليهمالسلام سبق أن تنبّأوا به وأخبروا عنه.
وقد اختتم المؤلّف مقدّمته بفهرس لمسائل الكتاب وموضوعاته.
لقد جمع المؤلّف في الأسلوب النثري للكتاب بين الرصانة والإنسيابية الممزوجة بالصناعات الأدبية وخاصّة السجع ، وفي الوقت نفسه كان بعيداً كلّ البعد عن التصنّع والتكلّف ، ممّا يدلّ على سعة باع المؤلّف وتمكّنه من ناصية الأدب العربي ، وبطبيعة الحال لا يمكن لمن تحلّى بصفة (الكاتب) أن لا يكون على غير هذه الصفة.
وبميمنة كتابة هذه الأسطر في يوم ولادة أمير المؤمنين عليهالسلام ، فإنّنا نتشرّف هنا بذكر صلوات زاكية على الإمام وسائر الأئمّة المعصومين عليهمالسلام مقتبسة من مقدّمة الكتاب(١) ، فقد قال الشيخ النعماني بعد ذكر مناقب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) نقلنا نصّ هذه الصلوات عن النسخة الرضوية ، وسنشير إلى موارد اختلاف النسخ في الهامش إن شاء الله.