ولا بأس هنا من ذكر هذا النصّ النثري المؤثّر والمحرّك للمشاعر الذي جادَ به يراع المؤلّف ، إذ يقول :
«فاستيقظوا ـ رحمكم الله ـ من سِنة الغفلة ، وانتبهوا من رقدة الهوى ، ولا يذهبنّ عنكم ما يقوله الصادقون عليهمالسلام صفحاً باستماعكم إيّاه بغير آذان واعية ، وقلوب متفكّرة ، وألباب معتبرة متدبّرة لما قالوا أحسن الله إرشادكم ... والحمد لله ربّ العالمين».
ولكي يعمل المؤلّف على تحريك أذهان المخاطبين ، ويثير عندهم الفضول إلى معرفة الحقّ والحقيقة فإنّه يقوم بتوظيف الأسلوب الاستفهامي ـ وخاصّة الاستفهام الاستنكاري ـ والعبارة الآتية تبيّن مختلف أنواع هذا الأسلوب :
«أليس في هذه الأحاديث ـ يا معشر الشيعة ـ بيان ظاهر ونور زاهر؟ هل يوجد أحد من الأئمّة الماضين عليهمالسلام يُشكّ في ولادته ، واُختلف في عدمه إلاّ هذا الإمام الذي جعل كمال الدين به وعلى يديه ...»(١).
«فمَن صاحبُ هذه الغيبة غير الإمام المنتظر؟ ومَن الذي يشكّ جمهور الناس في ولادته إلاّ القليل ، وفي سِنّه؟ ومَن الذي لا يأبه له كثير من الخلق ولا يصدّقون بأمره ، ولا يؤمنون بوجوده إلاّ هو؟»(٢).
«أما ترون ـ زادكم الله هدى ـ هذا النهي عن التنويه باسم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) غيبة النعماني ، ص ١٨٣.
(٢) المصدر أعلاه ، ص ١٦٩.