بسم الله الرّحمن الرّحيم
المقدمة
وله الحمد على ما انعم ، وتفضّل ، والصلاة ، والسلام ، على نبيّه محمّد ، وعلى آله الطاهرين المعصومين.
حاولت ـ وانا اعدّ ملازم هذه البحوث ـ ان اضع بين يديها تمهيدا يؤرخ لهذا العلم منذ بداية نشأته ، وتكونه ، ويتسلسل به عبر مراحله الزمنية ، ثم رأيت ان استيفاء البحث فى هذا الموضوع اكثر من ان يتسع له صدر هذه البحوث ، وربما احتاجت الى كتاب كامل ، فرأيت ان اعدل عن هذه المحاولة الى حديث عابر يمر بنا على هذه الازمان مرّا سريعا ، يتناسب مع طبيعة التمهيد.
فى بداية التشريع لم تكن الحاجة إلى هذا العلم ماسة لتوضع له اصوله ، وقواعده ، وـ بخاصة ـ وان الشريعة الاسلامية نزلت بلسان القوم ، ووفق مواضعاتهم الكلامية ، فكانوا يسمعون من النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم ما ينزل به الوحى ، ويدركون ظواهره بسهولة ويسر غالبا ، وربما استفسروه عما اشكل عليهم تفهمه ، فاوضحه صلىاللهعليهوآلهوسلم ببليغ من القول ، ولما كان الكتاب العزيز متكفلا للقواعد العامة دون الدخول في تفصيلاتها ، احتاجوا الى سنّة النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم قولا ، وفعلا ، وتقريرا ، لياخذوا عنها تفصيل ما لم يفصل فى الكتاب ، او تشريع ما لم يشرع فيه.