الفقه مبنيّة على جميع أصول الدين مع التّأمّل (١) الصّحيح ، وهذا يوجب علينا أن نبتدئ في أصول الفقه بالكلام على حدوث الأجسام وإثبات المحدث وصفاته وجميع أبواب التّوحيد ، ثمّ بجميع (٢) أبواب التّعديل و(٣) النّبوّات ، ومعلوم أنّ ذلك ممّا لا يجوز فضلا عن أن يجب. والحجّة في إطراح الكلام على هذه الأصول هي (٤) الحجّة (٥) في إطراح الكلام على النّظر وكيفيّة توليده وجميع ما ذكرناه (٦).
وإذا كان مضى (٧) ذكر العلم والظّنّ (٨) في أصول الفقه اقتضى أن يذكر ما يولّد العلم ويقتضى (٩) الظّنّ ويتكلّم (١٠) في أحوال الأسباب وكيفية توليدها ، فألاّ اقتضانا (١١) ذكرنا (١٢) الخطاب الّذي هو العمدة في أصول الفقه والمدار عليه أن نذكر (١٣) الكلام في الأصوات و(١٤) وجميع أحكامها ، وهل الصّوت جسم أو صفة لجسم (١٥) أو عرض ؟ وحاجته إلى المحلّ (١٦) وما يولّده ، وكيفيّة توليده ، وهل الكلام معنى في النّفس أو هو جنس الصّوت أو معنى يوجد مع الصّوت ؟ على ما يقوله أبو عليّ. فما التّشاغل
__________________
(١) ج : تأمل.
(٢) ج : جميع.
(٣) ب : ـ بجميع أبواب التعديل و.
(٤) ج : متى.
(٥) ب وج : حجة.
(٦) ب : حكيناه.
(٧) ب : معنى.
(٨) ب : الظن والعلم.
(٩) ب : يفضي.
(١٠) ج نتكلم.
(١١) ج : اقتفتاتا.
(١٢) ب وج : ـ نا.
(١٣) ب : يذكر.
(١٤) ب : في.
(١٥) ب : بجسم.
(١٦) ب وج : محل.