لقد علموا أنّ ابننا لا مكذّب |
|
لدينا ، ولا يعبأ (١) بقول الأباطل |
و أبيض يستسقى الغمام بوجهه |
|
ثمال (٢) اليتامى عصمة للأرامل (٣) |
وعن الصادق عليهالسلام (٤) : « قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : إن جبرئيل أخبرني أنّ الله حرّم على النار صلبا حملك ، وبطنا حملك ، وثديا أرضعك ، وحجرا كفلك » (٥) .
أقول : المراد بالحجر الكافل له أبو طالب ، مع أنّ المشرك لا يمكن أن يغفر له.
وروي أنّ أمير المؤمنين كان جالسا في الرّحبة يوما ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين ، أنت بالمكان الذي أنت به ، وأبوك يعذّب بالنار!
قال عليهالسلام : « فضّ الله فاك ، والذي بعث بالحقّ محمّدا بشيرا ، لو شفع أبي في كلّ مذنب على وجه الأرض لشّفعه الله فيهم ، أبي يعذّب بالنار وابنه قسيم الجنة والنار؟! » (٦) .
وعن رفاعة ، عن آبائه : كان نقش خاتم أبي طالب : « رضيت بالله ربا ، وبابن أخي محمّد نبيا ، وبابني عليّ له وصيا » .
وعن الصادق عليهالسلام : « أول صلاة صلّاها رسول الله أنّه عليهالسلام قام في الصلاة ، وقام على الجانب الأيمن منه ، فجاء أبو طالب ومعه جعفر ، فرآهما يصلّيان ، فقال لابنه جعفر : صل جناح ابن عمّك. فقام جعفر إلى يسار رسول الله ، فلمّا جاء وقت وفاة أبي طالب أوصى إلى ولده واقربائه أن ينصروا رسول الله صلىاللهعليهوآله » (٧).
وعن الكاظم عليهالسلام : أنّه سئل أكان رسول الله صلىاللهعليهوآله محجوجا بأبي طالب ؟ فقال : « لا ولكنه كان مستودعا للوصايا ، فدفعها إليه ».
قيل : فدفع إليه الوصايا على أنّه محجوج به ؟ فقال : « لو كان محجوجا به ما دفع إليه الوصية».
قيل : فما كان حال أبي طالب ؟ قال : « أقرّ بالنبيّ وما جاء به ، فدفع إليه الوصايا ، ومات من يومه » (٨) .
أقول : معنى كون النبي صلىاللهعليهوآله محجوجا به أنّ أبا طالب كان حجّة عليه قبل البعثة ، والمراد بالوصايا وصايا الأنبياء.
وفي رواية ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « والذي بعث محمدا بالحقّ إنّ نور أبي طالب يوم القيامة ليطفى
__________________
(١) في الكافي وشعر أبي طالب : يعنى. (٢) الثّمال : الغياث ، والذي يقوم بأمر قومه.
(٣) الكافي ١ : ٣٧٣ / ٢٩ ، تفسير الصافي ٤ : ٩٦ ، شعر أبي طالب وأخباره : ٢٦ و٣٣.
(٤) في النسخة : الباقر عليهالسلام.
(٥) نحوه في الكافي ١ : ٣٧١ / ٢١ ومعاني الأخبار : ١٣٦ / ١ وأمالي الصدوق : ٧٠٣ / ٩٦٤ وتفسير الصافي ٤ : ٩٦.
(٦) بشارة المصطفى : ٢٠٢ ، تفسير الصافي ٤ : ٩٧.
(٧) الغدير ٧ : ٣٦٦ و٣٦٧. (٨) الكافي ١ : ٣٧٠ / ١٨ ، تفسير الصافي ٤ : ٩٧.