في الفضل معروفاً ، لكنّه لم يميّز القشر من اللباب ، وأدخل أخبار متعصّبي المخالفين(١) بين روايات الأصحاب ، فلذا اقتصرنا منه على نقل بعضها ، ومثله كتاب نثر اللئالي»(٢).
ثمّ اتّبعه جماعةٌ من العلماء وتوسّع البحث والدراسة في مبانيه في الحديث ، وتضعيف تلك المباني والمرويّات ، ومن الذين أعرضوا عنه هو الشيخ عبد الله البحراني صاحب العوالم وقال : «كتاب عوالي اللآلي وكتاب نثر اللآلي كلاهما تأليف الشيخ الفاضل محمّد بن أبي جمهور الأحساوي ، وهما وإن كانا مشهورين ومؤلّفهما بالفضل معروفاً ، لكنّه لم يميّز بين الحسن والأخيار(٣) ، وأدخل بعض أخبار المخالفين بين أخبار الأخيار ، فلذا لم ننقل منهما إلاّ بعضها ولا أضع اليدين إلاّ لبعضها»(٤).
وتلاهما الشيخ يوسف البحراني (ت ١١٨٦ هـ) وقال : «كان فاضلاً مجتهداً متكلّماً ، له كتاب عوالي اللآلي جمع فيه جملة من الأحاديث ، إلاّ أنّه خلط الغثّ بالسمين ، وأكثر فيه من أحاديث العامّة ، ولهذا إنّ بعض مشايخنا لم يعتمد عليه»(٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الظاهر أنّ مراده من (متعصّبي المخالفين) يشمل ـ بإطلاقه ـ العامّة والصوفيّة.
(٢) بحار الأنوار : ١ / ٣١. وسيأتي أنّ المراد من عبارته نثر اللآلي هو درر اللآلي.
(٣) كذا ، ولعله : الحسن من الأخبار.
(٤) عوالم العلوم ، (مخطوط) ، المطلب الأوّل في بيان الكتب المأخوذ منها والمنقول عنها.
(٥) لؤلؤة البحرين : ١٦٦ ـ ١٦٨ / الرقم ٦٤.