كتابه الدرر ، وكتابة هذا العدد من النسخ لابدّ وأن يكون لغرض الاطلاع والاستفادة منهما ، وهو دليلٌ كذلك على توفّر نسخهما عند العلماء ، ولكن عدم النقل أو التعرّض لهما من قبل العلماء أمر غريب ولا ينشأ إلاّ لموقفهم من الكتاب.
ومن هنا صرّح السيّد نعمة الله الجزائري (ت ١١١٢ هـ) بأنّ كتاب العوالي وإن كان موجوداً في خزائن الأصحاب ، إلاّ أنّهم معرضون عن مطالعته ، ومدارسته ونقل أحاديثه(١).
وهناك تصريحات من علمائنا ـ رضوان الله تعالى عليهم ـ في عدم اعتمادهم على مرويّات ابن أبي جمهور في كتاب العوالي وإعراض جماعة عنه ، وأوّل من ذكر ابن أبي جمهور وأظهر رأيه فيه هو العلاّمة المجلسي (ت ١١١٠ هـ) ، إذ بيّن في موضعين من مقدّمات موسوعته بحار الأنوار ضعف مصنّفاته الحديثيّة ؛ فتارةً بالإيماء حيث قال : «وكتاب عوالي اللآلي ، وكتاب نثر اللئالي قد نرجع إليها ونورد منها»(٢).
وأخرى تصريحاً يقوله : «وكتاب عوالي اللآلي وإن كان مشهوراً ومؤلّفه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المكتبات لم تفهرس إلى الآن ومكتبات أخرى لم يتمّ فهرسة مخطوطاتها. هذا مضافاً إلى المخطوطات الموجودة في العراق .. وغيرها من البلدان. ولقد رأيت منه أربع نسخ في العراق. وهذا العدد غير قليل لمثل هذا الكتاب بالقياس إلى بعض الكتب الأخرى التي هي أهمّ والأهمّ من العوالي.
(١) الجواهر الغوالي في شرح العوالي (مخطوط).
(٢) بحار الأنوار : ١ / ١٣.