ابن أعين ، وعقّبه بالنقد والتعليق ، علماً أنّ(١) هذا الخبر لم يرد في كتب العلاّمة ، قام المحدّث البحراني بمقارنة هذا الخبر الفريد مع مقبولة عمر بن حنظلة الذي يشابهه في بعض الفقرات ويخالفه في البعض الآخر ، ورجّح المقبولة ، حيث قال : «لا يبعد ترجيح العمل بما تضمّنته مقبولة عمر بن حنظلة ؛ لاعتضادها بنقل الأئمّة الثلاثة ـ رضوان الله عليهم ـ وتلقّي الأصحاب لها بالقبول ، حتّى أنّه اتّفقت كلمتهم على التعبير عنها بهذا اللفظ الذي كرّرنا ذكره ، وإطباقهم على العمل بما تضمّنته من الأحكام ، بخلاف الرواية الأُخرى ، فإنّا لم نقف عليها في غير كتاب عوالي اللآلي ، مع ما هي عليه من الرفع والإرسال ، وما عليه الكتاب المذكور من نسبة صاحبه إلى التساهل في نقل الأخبار والإهمال وخلط غثّها بسمينها ، وصحيحها بسقيمها ، كما لا يخفى على مَن وقف على الكتاب المذكور»(٢).
نقد الحديث عند ابن أبي جمهور :
لا يمكن حلّ هذه المشكلة التي نواجهها في مرويّات ابن أبي جمهور في كتابي العوالي والدرر ، إلاّ بعد دراسة آراء ابن أبي جمهور ومبانيه في نقد الحديث ودرايته ، ولم نجد من درسها واستوفى حقّها ، كما لم نجد بحثاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) نعم ، نقله قبل المحدّث البحراني الفيض الكاشاني في الوافي : ١ / ٢٩١ ؛ والسيّد عبد الله الجزائري في التحفة السنيّة في شرح نخبة المحسنيّة (مخطوط) : ٧ ، عن كتاب العوالي من دون تعليق أو نقد.
(٢) الحدائق الناضرة : ١ / ٩٣ و ٩٩.