شاملاً في هذا الموضوع سوى بحوثا مكرّرة لا تسمن ولا تغني من جوع.
وهناك أُمور لابدّ أن نضعها أمامنا حول آراء ابن أبي جمهور الحديثيّة قبل الورود في البحث :
أوّلاً : إنّه يعدّ من الأصوليّين بلا شكّ ، وله مؤلّفات في علم أُصول الفقه.
ثانياً : إنّ ابن أبي جمهور سلك منهج العلاّمة الحلّي ـ نهج المتأخّرين ـ في نقد الحديث وسنده ، حيث يصحّح الأحاديث ويضعّفها ويستخدم مصطلحاتهم في سبيل تقسيم الأحاديث ، كما نلاحظ ذلك بوفور في كتاب درر اللآلي في أوّل أحاديثه ، فقد أورد في أكثر الأخبار المرويّة فيه ألفاظ نحو : في الصحيح وفي الحسن وفي الموثّق ، مع أنّه لم يؤلّف كتاباً مستقلّاً في علم الحديث.
ومن المعلوم عدم صحّة نسبة كتاب تحفة القاصدين في معرفة اصطلاح المحدّثين إليه ، نعم ، له مباحث حديثيّة أوردها في كتابه كاشفة الحال عن أحوال الاجتهاد(١) وهذه المباحث هي بعينها مباحث تعرّض لها العلاّمة الحلّي لأوّل مرّة في تاريخ الحديث ، واستعمل اصطلاحاتها في مؤلّفاته الفقهية.
ثالثاً : إنّه يميل إلى العلوم العقليّة بشكل عامّ ، بل هذا الميل هو أهمّ ميزة في تراث ابن أبي جمهور الأحسائي ؛ إذ أنّه أراد الجمع والمزج بين علم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) كاشفة الحال : ١١٦ ـ ١٢٨.