الصوفي ـ وسيلةً لتسكين آلامهم النفسيّة ومعاناتهم ، ولكن لم يمْض وقتٌ طويل حتّى انجذب أُمراء المغول إلى المذاهب الصوفيّة ؛ وذلك بفعل تأثير المعتقدات السابقة التي كانوا يعتقدونها ، وهي الشامانية(١) ، ومن هنا لاحظنا أنّهم كانوا يبدون الكثير من الاحترام لمشايخ الصوفيّة ، بل وكانوا يقدّمون الدعم للتصوّف ، واهتمّوا ببناء الخانقاهات والتكايا للدراويش ، وأوقفوا لهم الأوقاف.
غير أنّ عصر ازدهار التصوّف في إيران كان في القرن الثامن ، واستمرّ إلى أوائل العهد الصفوىّ ؛ أي في عصر التيموريّين ، في هذا العهد استمرّت الأُمور على هذا المنوال ، إلى أن غدا التصوّف أعظم قوّة ثقافيّة واجتماعيّة في ذلك العصر.
لابدّ من الإقرار أنّ المذهب كشرع والتصوّف كطريقة تقاربا في الخانقاهات إلى حدّ كبير في ذلك العصر ، بحيث بات من الصعب الفصل بين الشريعة والطريقة ، ففي ذلك العهد قلّما نجد شاعراً أو أديباً ليس لديه مسحة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الشامانية (shamanism)) مجموعة معتقدات قديمة كانت لدى بعض الشعوب البدائية قبل التاريخ في جميع أرجاء العالم ، والشامان مرادف للساحر والمشعوذ والحكيم ، ولديهم اعتقاد أنّ الشامان قادر على معالجة الأمراض مثل أىّ طبيب ، وتبرز منه المعجزات على غرار ما يأتي به المرتاضون ، والتقاليد الشامانية تنتشر بين شعوب مختلفة منها الاسكيمو ، والهنود الحمر ، والقبائل الإفريقية ، وأقوام من الترك والمغول ، وتعتبر البوذية التبّتية من المصادر الكبرى للشامانية.
Musical Moment in the Shamanistic Rites of the Sieberian Pagan Tribes, J.Yasser.١٩٢٦, ,NewYork