عليها ، وهي أنّه من جملة الحكماء الإشراقيّين والصوفيّة الذين مباني أُمورهم كثيرٌ من الخيالات الفاسدة ، والاستحسانات الردّيّة الكاسدة ، التي لا تكون مستندة إلى ركن وثيق من الكتاب والسنّة والإجماع والعقل السليم ، كما يشهد به كتابه الموسوم بالمجلي ؛ فإنّه مملوّ من هذه التمويهات والترّهات ، وصرّح في ديباجته : بأنّ طريقته طريقة الإشراقيّين من الحكماء والصوفيّة من العلماء.
ولا يبعد أن يعدّ هذا الكتاب من الكتب التي يضلّ بها كثير من الناس ، كما وقع ببعض من ظهر في قريب من عصرنا من أهل الأحساء (١) حيث بنى أكثر مطالبه التي أشاعها بين الناس على ما وجده في هذا الكتاب ، على ما وقفنا عليه من كلماته الموافقة لأكثر مطالب ذاك الكتاب.
والعجب أنّ الناس يظنّون أنّ ما ذكره هذا البعض من أفكاره البديعة ، وأنّه مؤسّس هذه الشبهات ، مع أنّه قلّد فيها ذلك الفاضل الذي من أهل بلده.
والفرقُ بينهما أنّ أحدهما لم يتيسّر له إشاعة تلك الشبهات ، والآخر قد أقدم عليها ، فترتّب على هذه الإذاعة ما يشاهد من جهّال عصرنا من الإضاعة ، حتّى آل الأمرُ في بعض أتباعه إلى الإلحاد والزندقة.
لكن يمكن التفصّي عن هذا أيضاً بأنّ الفاضل المتقدّم من مشاهير الفقهاء الأجلاّء الذين لم يتأمّل أحدٌ في وثاقته وجلالته ، واشتهر ذكر أقواله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في هامش الكتاب عن الخوانساري : هو الشيخ أحمد الأحسائي شيخ الفرقة الموسومة بالشيخيّة ؛ منه دام ظلّه.