الواجب بحيث لا يلزم منه تحصيل اليقين مطلقاً ، حيث يلزم منه العسر والحرج أو تعذّر الإتيان بالجميع وجواز الاكتفاء بالظنّ ، وممّا(١) يدلّ على وجوب العمل بمقدّمة الواجب ما لم يعارضه دليل العسر والحرج.
الإلهام الثالث : في النهي ، وفيه آيات :
الأولى : قوله تعالى : (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)(٢) ممّا يدلّ على أنّ النهي يدلّ على طلب الترك ومطلق المنع الظاهر في الحرمة شرعاً.
الثانية : قوله تعالى : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(٣) والأمر للوجوب فيقابله النهي في الحرمة.
الثالثة : قوله تعالى : (إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)(٤) فإنّه يدلّ على كون النهي للتحريم بدليل وقوعه في مقام التوبيخ.
الرابعة : قوله تعالى : (كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً)(٥) ممّا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في (ح) : (ولا).
(٢) سورة غافر : ٦٦.
(٣) سورة الحشر : ٧.
(٤) سورة المائدة : ٩١.
(٥) سورة الإسراء : ٣٨.