الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا)(١) ولو لم يكن الخبر حجّة لما قبل ذلك منهم ، ولا كان السؤال عن ذلك مفيداً.
الخامسة عشرة : قوله تعالى : (فلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ)(٢) فلو لم يكن خبر البشير مقبولاً لما حصلت البشارة ولا دخل عليه السرور وإن كان قرينة التصديق (القميصَ)(٣).
السادسة عشرة : قوله تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ)(٤) فإنّها تدلّ على قبول خبر الواحد إذ المراد بالناس هنا ـ كما حكاه المفسّرون ـ نعيم بن مسعود(٥) ، فلو لم يكن الخبر الواحد مقبولاً في العادة لما توجّهت المذمّة على تسرّع قبوله.
السابعة عشرة : قوله تعالى : (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلا لِمِيقَاتِنَا)(٦) فهذه الآية دالّة على حجّية الخبر المتواتر ، إن قلنا بحصول التواتر في عدد مخصوص ، وإلاّ كان دالاًّ على حجّية خبر الواحد المستفيض ، ولو لم يكن حجّة لما كان لاختياره السبعين مزيد فائدة ، إذ الغرض إخبار قومهم بما يشاهدون من تكليم الله عزّ وجلّ لموسى نبيّه إذا رجعوا إليهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة يوسف : ٨٢.
(٢) سورة يوسف : ٩٦.
(٣) في (ح) : للقميص.
(٤) سورة آل عمران : ١٧٣.
(٥) ينظر : التبيان في تفسير القرآن : ٣/٥٢.
(٦) سورة الأعراف : ١٥٥.