ننكر نسبة كتب أخرى للنعماني غير تلك التي ذكرها النجاشي.
ثالثاً : سبق أن ذكرنا أنّه يظهر من تضاعيف كتب القدماء أنّه بالإضافة إلى الكتب الثلاثة الأولى وهي : (الغيبة ، والفرائض ، والردّ على الإسماعيلية) كان للنعماني كتب أخرى أيضاً ، ولا شكّ في أنّ كلام أمثال أبي غالب الزراري أقوى ممّا فهمناه من كلام النجاشي.
بعد أن كانت عبارة النجاشي لا يُفهم منها نفي نسبة هذا الكتاب للنعماني ، فما هو الدليل على إثبات ذلك للنعماني؟
إنّ أوّل شيء يمكن لنا أن نسوقه كدليل على هذه النسبة ، عبارة ابن شهر آشوب في باب (في من عُرف بكنيته) في معالم العلماء ، حيث قال :
«أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم ، له تفسير القرآن لأهل البيت عليهمالسلام»(١).
قال سماحة السيّد المددي بشأن هذه العبارة :
«إنّ هذا الاسم والكنية وإن كانا ينطبقان على النعماني ، ولكن مع ذلك لا يمكن الاطمئنان إلى أنّ مراده منهما هو النعماني المعروف ، فضلاً عن الجزم واليقين بذلك ، خاصّة وأنّ هذا الكتاب يشتمل على تبويب لأبحاث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبالتالي فإنّ ذلك يعني أنّ أبا عبد الله الشجاعي قد ملّك نسخ كتب النعماني إلى النجاشي ، وبطبيعة الحال فإنّ ملكية هذه النسخ قد انتقلت إلى النجاشي بعد وفاة الشجاعي ، بما في ذلك النسخة المقروءة لغيبة النعماني. ولكن إذا كان المراد من الوصية هو المصطلح في علم الدراية ، لا يكون هذا الفهم مسلّماً. (انظر : مقباس الهداية ، ج ٣ ، ص ١٦٢).
(١) معالم العلماء ، طبعة النجف ، ص ١٣٤ / ٩٠٤ ؛ وطبعة طهران ، ص ١٢١ / ٨٧٧.