المحافل العلمية المعروفة آنذاك ، أي : قم وبغداد والكوفة وغيرها على صورته الراهنة دون إسناد مباشر إلى المؤلّف ـ ولو على شكل إجازة ـ».
وقال في الختام :
«وبطبيعة الحال تبقى هذه الأمور مجرّد احتمالات ، وعلى الرغم من قيام بعض الشواهد على تأييد ذلك ، ولكن تبقى هناك حاجة إلى مزيد من الشواهد»(١).
بيد أنّي لم أعثر ولو على شاهد واحد ـ حتّى وإن كان ضعيفاً ـ يثبت أنّ الرسالة مورد البحث قد كتبت في الشامات.
ويبدو أنّ تأثير الغلوّ على الفكر الشيعي في منطقة الشامات يعود إلى نشاط الحسين بن حمدان الخصيبي ، وقد أشارت مصادر العلويّين إلى دوره الكبير في إرساء الدولة الحمدانية ، حتّى قالت فيه إنّه كان المرشد الروحي لسيف الدولة الحمداني ، وتعتقد أنّ اعتلاء الدولة الحمدانية ما هو إلاّ بسبب اهتمام الحسين بن حمدان بها وحرصه عليها(٢). وقال ابن حجر : «قيل : إنّه كان يؤمّ لسيف الدولة»(٣). ولكن إلى أيّ حدّ يمكن الاعتماد على هذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) كيهان انديشه ، العدد : ٢٨ ، ص ١١٦ ـ ١١٧.
(٢) تاريخ العلويّين ، محمّد أمين غالب الطويل ، ص ٢٥٩ و ٢٦٠ و ٣١٤ و ٣١٦ و ٣١٨ و ٣٢٤ ، وقد أرّخ هذا الكتاب وفاة الخصيبي في سنة ٣٤٦. وانظر أيضاً : مقدّمة الهداية الكبرى ، ص ٥.
(٣) لسان الميزان ، ج ٢ ، ص ٥١٧ / ٢٧١٠.