والمشيخة في الأسناد ، ولا مجال لذكر هذا التفصيل هنا.
وإنّما نكتفي هنا بالإشارة إلى أنّ ذكر اسم النعماني صراحة في بداية الكتاب ، وتطابق سنده مع الأسانيد المعروفة للنعماني ، وانسجام محتوى الكتاب مع أسلوب التفكير الروائي للنعماني المبتني على محورية أهل البيت عليهمالسلام في أخذ التعاليم الدينية ، لا يبعد أن يكون هذا الكتاب من تأليف النعماني.
ومن المفيد هنا أن نشير إلى أنّ المحدّث النوري يرى أنّ رسالة المحكم والمتشابه للسيّد المرتضى هي اختصار لتفسير النعماني(١) ، ولكن بالالتفات إلى فقدان أصل تفسير النعماني ، وإنّ العبارة الواردة في بداية هذه الرسالة ليس فيها ما يصرّح بوضوح أنّ كتاب تفسير النعماني كان أكبر حجماً من هذه الرسالة ، فلا يمكن الحكم باختصار الرسالة الموجودة عن تفسير النعماني.
نختم هذا القسم بنقل ومناقشة كلام سماحة السيّد المددي حيث قال :
«بما أنّ النعماني قضى آخر أيّام حياته في الشامات ـ وفي مدينة حلب تحديداً ـ وكانت وفاته هناك ، مضافاً إلى انتشار تيّار الغلوّ في تلك المنطقة ـ وهو الأمر الذي يفسّر تواجد العلويّين هناك حتّى هذه اللحظة ـ وتأثيره على الفكر الشيعي هناك ، هذا كلّه يقوّي احتمال كون هذا الأمر هو السبب الكامن وراءاعتبار هذا الكتاب ضمن التراث العلمي للنعماني ، لينتشر فيما بعد في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) خاتمة المستدرك ، ج ٤ (مستدرك وسائل الشيعة ، ج ٢٢) ، ص ٢٤٣.