التي اعتمدها ، وما قرّره ياقوت الحموي في شأن مصادر الطبري يحتمل أن يكون أقدم ما أُلّف في هذا المضمار ، فقد أشار في كتابه معجم الأدباء إلى جملة من المصادر التي اعتمدها الطبري في تفسيره منها : «تفسير ابن عباس بخمسة طرق ، تفسير سعيد بن جبير بطريقين ، تفسير مجاهد بن جبر بثلاث طرق وبطرق أخرى غيرها ، تفسير قتادة بن دعامة والحسن البصري وعكرمة بثلاث طرق ، تفسير الضحّاك بن مزاحم بطريقين ، تفسير عبدالله بن مزاحم برواية واحدة ، وعدّة تفاسير لمفسّرين آخرين مثل عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، ابن جريج ومقاتل بن سليمان»(١) ، كلّ ذلك يشير إلى عدم وجود المصادر الشيعية القديمة ولا أسماء الرواة والمفسّرين الشيعة في تفسيره ، ولكن ومع كلّ ذلك فإنّ البحث والتدقيق في متن تفسير الطبري يؤدّي بنا للحصول على آثار تحكي عن اطّلاع الطبري على تفاسير الشيعة.
لقد مرّ التفسير الشيعي بمراحل مختلفة وقد تبلورت معالمه وشاع أمره في الأوساط العلمية طوال تلك الحقب حتّى زمان الطبري ، مضافاً إلى الروايات التفسيرية المختلفة لأئمّة الشيعة والمدوّنة هنا وهناك في مصادرهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) معجم الأدباء : ٦ / ٢٤٥٣ ـ ٢٤٥٤. وللحصول على تحليل جامع عن مصادر الطبري في تفسير (جامع البيان) انظر مقالة هريبرت هورست ، التالية.
Heribert Horst, (Zur Uberlieferung im Korankommentar at-Tabari) Zeitschrift der Deutschen Morgenlandischen Gesellschaft ١٠٣ (١٩٥٣) pp.٢٩٠ ـ ٣٠٧.