الرجاليين الشيعة بالمدح والثناء ، ومنهم مثل مقاتل والواقدي والكلبي فهؤلاء أيضاً لا يمكن عدّهم بالمعنى المعروف ومن الناحية الاعتقادية من الشيعة ، ولكن يبدو من خلال الآثار المنسوبة إليهم أنّهم يميلون إلى نقل روايات الشيعة.
وبعد مُضيّ هذه الحقبة ـ أي عهد الأئمّة عليهمالسلام ـ يأتي دور الرّعيل الأوّل من التفاسير الشيعية المدوّنة في تلك الحقبة وقد وصلت إلينا وغالباً ما حصل فيها تغييراً جذرياً أو جزئيّاً وهي مثل تفسير : الحبري ، والعيّاشي ، وفرات الكوفي ، وعلي بن إبراهيم القمّي ، وقد كتبت في أواخر القرن الثالث أو أوائل القرن الرابع الهجري ، وإنّ هذه التفاسير بأسرها قد انتهجت منهج التفسير المنتخب وذلك بمعنى أنّها لم يقصد فيها تفسير القرآن الكريم بشكل كامل من أوّل الفاتحة إلى آخر سورة الناس ، وبشكل عام فإنّ ملاك هذه التفاسير في انتخاب الآيات هو خصوص الآيات التي لها صلة بالمفاهيم الكلامية والتاريخية والفقهية والتفسيرية لمدرسة أهل البيت عليهمالسلام ، وقد اقتصروا في تفاسيرهم على روايات الأئمّة عليهمالسلام فقط ونادراً ما يذكرون رواية أو رأياً للصحابة والتابعين ، وقلّما يبحثون الجوانب الصرفية والنحوية والبلاغية في تفسير الآيات أو يستشهدون ببيت من الشعر الجاهلي ، هذا وإنّ الطبري كان مطّلعاً على أغلب هذه التفاسير ومطّلعاً على الروايات التفسيرية في التفاسير