مضامينها ، فمن هذه الروايات ما تتطرّق إلى بيان اختلاف القراءات المنسوبة لبعض أئمّة الشيعة مثل الإمام محمّد الباقر والإمام جعفر الصادق عليهماالسلام والمنسوبة أيضاً إلى تلامذتهم مثل زيد بن علي وأبان بن تغلب ، ونزرٌ من هذه الروايات تتطرّق إلى شرح المعاني اللغوية للمفردات القرآنية ، وبعضها يبيّن سبب نزول آية من القرآن الكريم ، كما أنّ البعض الآخر منها تتصدّى إلى بيان المعنى الكلامي أو الفقهي وتارة إلى البعد الأدبي للآية.
إنّ من أقدم أصحاب الأئمّة ممّن عُرف أنّ لديه تفسيراً روائيّاً كانت لهم أحوالٌ مختلفة ، فتارةً نرى شخصيّات معروفة منهم ولكن أصحاب التراجم الشيعة لا يعدّونهم من الطائفة الإمامية وذلك إمّا لأنّهم في جميع أيّام حياتهم أو شطراً منها لم يكونوا من الشيعة الإمامية ، فعلى سبيل المثال فإنّ زياد بن منذر المعروف بأبي الجارود كان زيديّاً ، وأبا الحسن علي بن أبي حمزة البطائني وأبا محمّد الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني كلاهما واقفيّان ، وإنّ أحمد بن محمّد السيّاري البصري ومحمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني يُعدّان من الغلاة ، وفي قبال هؤلاء هناك رجال أمثال جابر بن يزيد الجعفي (م ١٢٨هـ) ، وأبان بن تغلب (م١٤١هـ) وثابت بن دينار المعروف بأبي حمزة الثمالي (م ١٤٨ ـ ١٥٠هـ) هم من حملة علم التفسير وممّن حظوا عند
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أئمّة الشيعة انظر إلى مقالتي الأخيرة الصادرة باللغة الفارسية تحت عنوان «روايات صادقين عليهماالسلامدر قديم ترين تفاسير أهل سنّت» في ضمن مجموعة من المقالات تحت عنوان (طبري پژوهى : انديشه گزاري طبري ، نابغه ى إيراني ، ج١ ، ص ٣٨١ ـ ٤٥٣.