والمفسّرين الشيعة مثل أبان بن تغلب(١) ، وإنّ الدليل في عدم توجّه الطبري إلى هذه التفاسير إنّما يعود إلى التفاوت والبون بين المشارب الفكرية والاعتقادية للطبري مع مفسّري هذه التفاسير. وبعبارة أخرى فإنّ أهمّ دليل في هذا الأمر إنّما هو لاحتواء هذه التفاسير على أبحاث غير سنّية كالتفسير بالرأي والميول الشيعية أو الاعتزالية لمؤلّفيها ، والدليل الآخر هو أنّ بعض هؤلاء المفسّرين مثل مقاتل فإنّه مشهور بالجعل والتدليس ، وأمّا الآخرين مثل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدم نقل الطبري عن الفريابي هو عدم حصول الطبري على تفسيره لأنّ الفريابي كان في فلسطين.
(١) إنّ رجال النجاشي (ص ١١) ، والفهرست لابن النديم (ص ١٧ ـ ١٨) يؤكّدان على أنّ أبان بن تغلب كانت له قراءةٌ في القرآن. للحصول على ما تبقّى من آثار أبان بن تغلب انظر مدرّسي طباطبائي (النصّ الإنكليزي) Modarressi ص ١١١. يبدو أنّ الطبري لم ينقل شيئاً من قراءات أبان في تفسير جامع البيان ففي موضوع القراءات أين ما ذكر اسم أبان كان مراده أبان العطّار لا أبان بن تغلب (انظر مدرّسي طباطبائي ص ١١١) النصّ الإنكليزي) Modarressiوهناك روايتان عن أبان بن تغلب نقلتا عن طلحة عن مجاهد في باب القرائات في تفسير الطبري وبطبيعة الحال أنّ هاتان الروايتان لا تعدّان من روايات أبان بن تغلب : «حدّثني المثنّى ، قال ثنا إسحاق ، قال ثنا أحمد بن يونس ، عن أبي خيثمة ، قال ثنا : أبان بن تغلب ، قال ثنى طلحة أنّ مجاهداً قرأ في الأنعام : كلّ شيء قُبُلا قال : قبائل وقبيلا وقبيلا وقبيل» (الطبري ٨ / ٣).
«حدّثنا أحمد بن يوسف قال : ثنا القاسم ، قال ثنا حجّاج ، عن هارون ، قال : ثنا أبان بن تغلب ، عن طلحة اليامي ، عن مجاهد ، أنّه قرأها فالحقّ بالرّفع والحقّ أقول نصباً» (الطبري ، ٢٣ / ١٢٠) هذا وإنّ الروايات التفسيرية عن أبان في الطبري أكثر منها في القراءات.