الكلبي فإنّه كان ذا فكر اعتقادي خاصّ(١) ، وهذا الأمر هو السبب في عدم توجّه الطبري لآرائهم التفسيرية(٢).
إذا أردنا أن نبحث عن الروايات الشيعية في تفسير الطبري فعلينا أوّلا أن نبحث عن روايات الأئمّة عليهمالسلام في هذا التفسير ، فمن بين قدماء مفسّري أهل السنّة إلى أواخر القرن الرابع الهجري مثل مقاتل بن سليمان (ت ١٥٠هـ) ؛ والفرّاء (ت ٣٢٧هـ) ؛ عبد الرزّاق الصنعاني (ت ٢١٠هـ) ؛ أبو عبيد قاسم بن سلاّم (ت ٢٢٤هـ) ؛ الطبري (ت ٣١٠هـ) ؛ ابن أبي حاتم (ت ٣٢٧هـ) ؛ والسجستاني (ت ٣١٦هـ) ؛ والنحّاس (ت ٣٨٨هـ) ؛ وأبي بكر الجصّاص (ت ٣٧٠هـ) ؛ أبو ليث السمرقندي (ت ٣٧٣هـ) قد كان لهم السهم الأوفر في نقل الروايات التفسيرية لأئمّة الشيعة وخاصّة نقل روايات الصادقين عليهماالسلام التي جاءت في تفسير الطبري(٣). علماً بأنّ منقولات الطبري قد نقلت بأسرها تقريباً إلى تفسير القرآن العظيم الذي ألّفه إسماعيل بن عمر ابن كثير (ت ٧٧٤هـ) ، وإنّ أهمّ هذه الروايات هي تلك التي نقلت عن الإمام الباقر والإمام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) إنّ هذا الأمر شَهِدت له مصادر التراجم والرجال مثل آثار الذهبي وابن عساكر. وللحصول على نماذج من مصادر أقدم انظر تاريخ بغداد ج١٥ / ص ٢٠٧ فما بعد.
(٢) معجم الأدباء ٦ / ٢٤٥٤.
(٣) عند البحث في التفاسير التي جائت بعد الطبري يتبيّن لنا أنّ الروايات الشيعية في التفاسير السنّية في غضون القرن الرابع إلى التاسع الهجري كانت أكثر ممّا في الطبري. فإنّ مفسّرين مثل الحاكم الحسكاني ، الثعلبي ، والواحدي النيشابوري ، والسيوطي كان لهم اهتمام كبيرٌ بمثل هذه الروايات.