الصادق عليهماالسلام ، فإنّ مجموع روايات الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام ، في تفسير الطبري على ما أحصيته تبلغ (٥٣) رواية ، وإنّ أغلب ما احتوت عليه هذه الروايات من مواضيع إنّما هو في مجال توضيح بعض الأمور الفقهية(١) وقلّما تطرّقت إلى البيان اللغوي في باب المفردات القرآنية(٢) ، وإنّ جميع هذه الروايات ذات أسانيد غير شيعية ، أي أنّها نُسبت إلى الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام عن طريق رواة أهل السنّة ، وقد نسبت بعض هذه الروايات إلى الصادقين عليهماالسلام في المصادر الشيعية القديمة ـ مثل الكافي للكليني وتفسير العيّاشي ... ـ وكان رواتها من الشيعة ، فعلى سبيل المثال يمكن المقايسة بين هذه التفاسير فيما ورد من تعبير الكعبين في الآية رقم (٦) من سورة المائدة فإنّ الطبري يذكر رواية الإمام الباقر عليهالسلام عن طريق إسناد أحمد بن الحازم الغفاري عن أبي نعيم عن القاسم بن الفضل الحدّاني عن أبي جعفر عليهالسلام في حين أنّ الكليني والعيّاشي يرويان نفس الرواية عن زرارة مباشرة(٣).
هذا وإنّنا ذكرنا خصوص روايات الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام لأنّ أغلب التفاسير الشيعية القديمة قد اعتمدت روايات هذين الإمامين ، علماً بأنّ في تفسير الطبري بعض الروايات المنسوبة لبقية الأئمّة عليهمالسلام ، فعلى سبيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) جامع البيان ٨ / ١٣٧ (آية ٢٦ الأعراف) و ٦ / ٤٧ (آية ٣ المائدة).
(٢) جامع البيان ٨ / ١٣٧ (آية ٤٦ الأعراف) و ٢٠ / ٨٠ (آية ٨٥ القصص).
(٣) جامع البيان ٦ / ٨٧ ؛ العيّاشي ١ / ٢٩٨ والكافي ٣ / ٢٥ ـ ٢٦.