الروايات التفسيرية لأئمّة الشيعة ممّن أشرنا إليهم ، ونظراً إلى شهرة الكثير من هذه التفاسير في القرن الثالث الهجري في العديد من البلاد الإسلامية وخاصّة العراق (الكوفة ، واسط ، البصرة ، بغداد) يمكننا أن نجزم أنّ هذه المصنّفات والروايات كانت في حوزة الطبري أو استمع إلى بعضها من مشايخه ، ومع ذلك كلّه فإنّ الطبري أشار إلى ثلاثة عناوين منها في تفسيره فقط ونقل منها روايات محدودة ، فمن بين هؤلاء الثلاثة ، أبو الجارود زياد بن منذر زيدي المذهب والآخران جابر الجعفي وأبو حمزة الثمالي فهما إماميّان ، ولكن سلسلة ما نقله الطبري من هؤلاء جاءت عن الرواة(١).
هذا وقد أورد الطبري في تفسيره روايتين أيضاً عن أبي الجارود بمضامين شيعية بحتة(٢) ، حيث جاء طريق إسنادها في تفسيره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) يمكن العثور على قسم من التراث التفسيري لأبي الجارود في التفسير المتداول اليوم والمعروف بـ : تفسير القمّي ، كما يمكن العثور عليه فيما تبقّى من التراث الزيدي في كتاب بدائع الأنوار المعروف بالأمالي للإمام أحمد بن عيسى بن زيد بن علي (١٥٧ ـ ٢٤٧هـ) ، ويمكن العثور على قسم من روايات جابر الجعفي في تفاسير مثل العيّاشي ، فرات الكوفي ، الحسكاني والثعلبي.
(٢) الرواية الأولى «حدّثنا ابن حميد ، قال : ثنا عيسى بن فرقد ، عن أبي الجارود ، عن محمّد بن علي (أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) فقال النبيّ صلى الله عليه وسلّم : أنت يا علي وشيعتك» (جامع البيان ، ٣٠ / ١٧١) ، الرواية الثانية «حدّثنا ابن حميد ، قال : ثنا عيسى بن فرقد ، عن أبي الجارود ، عن زيد بن علي في قوله : (تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا