النيشابوري ، والحاكم الحسكاني فإنّها أقلّ بكثير ، فإنّ قسماً كبيراً من روايات أئمّة الشيعة المذكورة في هذه التفاسير موجودة كذلك في تفسير الدرّ المنثور لجلال الدين السيوطي ، وبالرغم من ولع الطبري بالقراءات(١) حتّى أنّنا كنّا نتوقّع أن نجد في تفسيره ذكراً للقراءات المنسوبة لزيد بن علي ، وللإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام والإمام محمّد بن علي عليهالسلام أو القراءات المنسوبة لرواة الأئمّة عليهمالسلام مثل أبان بن تغلب ، إلاّ أنّنا نتفاجأ بعدم وجود ذكر لها في تفسيره(٢) ، كما أنّه قلّما ذكر الطبري في تفسيره أسباب نزول الآيات اعتماداً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) كما أشار ياقوت الحموي في كتابه (معجم الأدباء ٦ / ٢٤٥٤ ـ ٢٤٥٦) فقد ألّف الطبري كتاباً ضخماً في موضوع جمع مختلف القراءات القرآنية تحت عنوان (الفصل بين القرّاء) وقد أُطلق عليه تارة عنوان (الجامع) أيضاً ، وبالرغم من أنّ هذا الكتاب لم يصل إلينا اليوم إلاّ أنّ كلّ صفحة ـ تقريباً ـ من صفحات تفسير الطبري المعروف تدلّ على علمه وإحاطته على مختلف قراءات القرآن. وللحصول على بحوث أكثر تفصيلية في هذا المجال انظر الفصل السادس من كتاب كلود جيليو الذي احتوى على أبحاث في تفسير الطبري :
Claude Gilliot, Exegese, langue, et theologie in Islam : L\'exegese coranique de Tabari (m. ٣١١/٩٢٣) (Paris : Vrin, ١٩٩٠). chapter VI.
(٢) خلافاً للطبري فإنّ المغاربة الأندلسيّين أبدوا اهتماماً كبيراً بالقراءة واللغة من بين مختلف الأبحاث المنقولة عن الصادقين عليهماالسلام. فإنّ نصفاً من منقولات ابن الجوزي الإثني عشر عن الصادقين عليهماالسلام في (زاد المسير) جاءت فيما يخصّ القراءة واللغة. وإنّ قريباً من ثلاثة أرباع منقولات ابن عطية عن الصادقين عليهماالسلام في (المحرّر الوجيز) قد جاءت في القراءة وجاءت ما تبقّى منه في البيان اللغوي وتفسير الآية. انظر ابن عطية ، المحرّر الوجيز : ١ / ٧٤ ، ٧٩ ، ٥٣٤ ؛ ٢ / ٢٣٠. ٣٥٦ ، ٤٩٧ ؛ ٣ / ٢٦ ،