وأمّا روايات جابر الجعفي عن الإمام الصادق عليهالسلام والتي هي عبارة عن أربع وعشرين رواية قد ذكرها الطبري في تفسيره بأسانيد غير شيعية ، وإنّ سلسلة أسانيد أغلب هذه الروايات جاءت بالنحو التالي :
حدّثني ابن وكيع ، قال : ثنا أبي ، عن اسرائيل ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، وقد ذكرت سلسلة الإسناد هذه في أكثر من ثلاثين رواية ، حيث جاء في نهايتها عوضاً عن الإمام الباقر عليهالسلام أسامي أشخاص مثل عكرمة ، عبدالرحمن بن أسود ، مجاهد ، الشعبي ، وعطاء.
كما أنّ روايات جابر الجعفي في تفسير الطبري كذلك أيضاً ليس لها ذاك الارتباط الوثيق بالمعتقد الشيعي.
واستناداً إلى النماذج التي عرضت آنفاً يمكننا أنّ نستنتج أنّ التفاسير الشيعية ـ مثل الحبري ، أبو الجارود ، وأبو حمزة الثمالي ـ وكذلك روايات أئمّة الشيعة المدوّنة في المصادر الروائية التفسيرية القديمة لم تحظ بالاهتمام من قبل الطبري ، فإنّ عدد ما روي عن أئمّة الشيعة ـ (زين العابدين ، الباقر ، الصادق عليهمالسلام) ـ في تفسير الطبري قياساً مع عددها في تفاسير المعاصرين والمتأخّرين عنه ممّن أخذ عن الطبري مثل عبد بن حميد ، ابن المنذر ، أبو الشيخ الأصفهاني ، ابن عساكر ، الدارقطني ، الطبراني ، الثعلبي ، الواحدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بن عقيل في قوله : (الرّبّانِيُّوْنَ وَالأَحَبْار) ، قال : الفقهاء العلماء» (جامع البيان ، ٣ / ٢٣٣).