على التساؤلات المهمّة في فهم الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية الشريفة أو بيت من الأشعار العربية المعروفة ، أو يوضّح ما كان غامضاً منها ، ولم تكن أيّ واحدة من الروايات التي تناولها في البحث شيعية تقريباً ، كما أنّ تفسيره لآيات القرآن أيضاً إنّما بني بأسره على أساس طريقة جديدة متباينة عن سائر التفاسير الشيعية القديمة ، فإنّه كان كثيراً ما يستند على علوم اللغة العربية ويستشهد بالشعر العربي وبأقوال النحاة وأهل البلاغة ، ويناقش روايات الصحابة والتابعين ، ويبحث في الآراء العقلية والكلامية للمعتزلة ، وفي آخر المطاف يعلن حكميّته في فهم بعض الآيات القرآنية الغامضة ، وكثيراً ما كان يستعمل الأسلوب النقدي لآراء اللغويّين مثل أبي عبيدة وابن قتيبة وابن الأنباري في تقييمه لهم.
إنّ تصانيفه الأخرى تحتوي على آرائه القرآنية والتفسيرية أيضاً ، هذا وإنّ ما يقارب من نصف كتابه تنزيه الأنبياء ـ الذي هو في الأصل كتاب كلامي ـ قد اختصّ بتفسير وتأويل الآيات التي ينسب ظاهرها إلى الأنبياء في ارتكاب الذنوب والاشتباهات ، وهي في رأي الشيعة مخالفة لعصمة الأنبياء ، فإنّه يسعى إلى عرض هذه الآيات ببيان تاريخي ولغوي وكلامي على نحو لا ينافي عصمة الأنبياء ، وقد ترك لنا بعض رسائل أخرى صغيرة قد جاءت في تفسير بعض آيات القرآن وسوره على نفس الطريقة الأدبية والكلامية له(١).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) لقد جُمعت ونُشرت في قم وبيروت الآراء والأقوال التفسيرية للشريف المرتضى