إنّ أحد المصادر التي اعتمدها الشريف المرتضى في جميع هذه المصنّفات هو تفسير الطبري ، فإنّه تارة يذكر رأي الطبري ، وتارةً يذكر أقوال وروايات الصحابة والتابعين من غير تصريح باسم تفسير الطبري في نقله ، ففي تفسير قصّة إبراهيم وذبحه أربعة طيور (سورة البقرة ٢٦٠) فإنّ السيّد المرتضى يشير إلى جملة (ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِيَنَّكَ سَعْيَاً) ويتساءل هل من الصحيح أن ندعو الحيوانات سواء كانت حيّة أم ميّتةً أو نأمرها في حين أنّ أمر الحيوانات التي لا عقل لها ولا وعي قبيح على كلّ حال؟ وبعد ما يجيب على هذه الأسئلة يشير إلى قول الطبري ويعدّه صحيحاً وقريباً ، حيث أنّ رأي الطبري هو أنّ هذه الجملة لا أمرٌ ولا دعاء بل هي تعبيرٌ لتكوين الشيء وإيجاده ، وفي واقع الأمر إنّ الله يخبر عن تكوين هذه الطيور من غير أمر ودعاء وذلك مثل جملة : (كُوْنُوا قِرَدَةً خَاسِئِيْنَ)(١).
ج) أبو القاسم الحسين بن علي المعروف بالوزير المغربي (ت ٤١٨هـ) :
هو الكاتب والوزير والأديب والشاعر والمفسّر الشيعي الذي قضى أكثر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقتبسة من كتبه ، حيث طبع الكتابين التاليين فيما يخصّ هذا الموضوع : تفسير القرآن الكريم للشريف المرتضى ، قم ، مؤسّسة السبطين العالمية ١٤٣٠هـ ، وتفسير الشريف المرتضى المسمّى بنفائس الفنون ، بيروت ، شركة الأعلمي للمطبوعات ١٤٣١هـ.
(١) تنزيه الأنبياء ، ص ٣٢ ـ ٣٣ وص ١٣٢ ؛ وللحصول على أنموذج من نقد وردّ الشريف المرتضى لرأي الطبري في تفسير الآية (٥٥) من سورة التوبة انظر أمالي المرتضى ٢ / ١٥٤ ، وللاطّلاع أكثر انظر : تفسير الشريف المرتضى المسمّى بنفائس الفنون ١ / ١٢٠ ، ٥٥٣ ؛ ٢ / ٣٨ ، ١١٥ ، ١٢١ ، ١٩٢ ، ٤٠٨.