عمره ـ القصير ـ في الأمور السياسية وفي ديوان ثلاث من البلاطات ، الفاطمي في (مصر) ، والبويهي في (بغداد) والحمداني في (حلب)(١) ، وإنّ الأثر الوحيد الذي تبقّى منه ـ وللأسف أنّه لم يُصحّح ولم ينشر حتّى الآن ـ هو كتابه الموسوم بـ : (المصابيح في تفسير القرآن)(٢) الحاوي على إشارات وإحالات كثيرة إلى تفسير الطبري ، وهو تفسير مختصر ومنتخب من القرآن ، وقد اشتملت نسخ هذا التفسير على تفسير القرآن إلى آخر سورة الإسراء ، وإنّ تفسيره كتفسيري الشريف الرضي والشريف المرتضى ذو منهجية تختلف مع سائر التفاسير الشيعية في بيانه الدقائق اللغوية واستشهاده بالشعر الجاهلي ورجوعه إلى تفاسير المعتزلة خاصّة أبو مسلم والرمّاني والجبائي ، ورجوعه المباشر إلى العهدين ونقله أقوالا من نصّي العهد القديم والجديد ، وذكره مكرّراً لأقوال الصحابة والتابعين على أساس تفسير الطبري وسائر المصادر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) أكثر التراجم شمولية له هو ما كتبه إحسان عباس : الوزير المغربي أبو القاسم الحسين بن علي العالم الشاعر الناثر الثائر ، عمان ، الأردن ، ١٩٨٨م ، ولم يطّلع إحسان عباس على النسخ النادرة لتفسير المغربي ولذلك عدّ تفسير المغربي من الكتب المفقودة. وللحصول على معلومات في شأن الوزير المغربي وتفسيره انظر إلى مقالتينا في مجلّة تراثنا بالعنوانين التاليين : (المصابيح في تفسير القرآن كنز من تراث التفسير الشيعي) ، مجلّة تراثنا السنة التاسعة والعشرون ، العددان ١١٣ ـ ١١٤ ، محرّم الحرام ١٤٣٤هـ ، ص ٥٥ ـ ١٠٠. (تفسير الوزير المغربي قراءة في نسخه الخطّية) ، مجلّة تراثنا السنة الثلاثون ، العددان ١١٧ و ١١٨ ، محرّم الحرام ١٤٣٥هـ ، ص ٣٤٣ ـ ٣٧٤.
(٢) ونحن الآن بصدد اعداد وتحقيق هذا التفسير الشيعي النفيس الذي اتّخذه الشيخ الطوسي أنموذجاً له في تدوين تفسيره التبيان.