السنّية ، كلّ هذه تعدّ من الخصائص التي امتاز بها هذا التفسير ، وكراراً ما أشار الوزير المغربي في تفسيره إلى الطبري ، وتارةً ينقل عنه سبب نزول آية من القرآن ويحكيها عن هذا التفسير بأسلوب شيعي ، ونرى بوضوح أنّ الوزير المغربي قد اعتمد اعتماداً خاصّاً على تفسير الطبري في نقله الأقوال والروايات التفسيرية المنسوبة للصحابة والتابعين ، حتّى أنّ الوزير المغربي يعدّ الطبري في مورد من الموارد من أصحاب الحديث ، ففي تفسير آية (وَمِمّا رَزَقْنَاهُم يُنْفِقُوْنَ)(١) فإنّه بعد ما بيّن موضوعاً ما منها قال : «وإلى ذلك ذهب ابن جرير الطبري من بين أصحاب الحديث».
إنّ ما نقله الوزير المغربي عن الطبري أكثر بكثير ممّا نقله الشريفان الرضي والمرتضى ، ولكنّه قلّ ما سلك جانب الانتقاد.
وفي العديد من المواضع نراه ينقل مختصراً من أقوال الصحابة والتابعين على مبنى تفسير الطبري إلاّ أنّه لا يرى نفسه ملزماً بالتصريح باسمه ، وتارة ينقل عن الطبري بعض الموارد التاريخية ويشير إلى المبهمات القرآنية ويصرّح باسمه وذلك مثل الموارد التالية :
ففي مفردة (التنور) من سورة هود (آية ٤٠) صرّح المغربي باسم الطبري قائلا : «[التنور] الباب الذي فار من منه الماءُ ، جعله الله علامة بينه وبين نوح ، إذا رآه فاركب في الفلك ، وكان تنوراً من حجر ... روى ذلك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة البقرة : ١ / ٣.