سورة البقرة (آية ٢٥) يذكر قائلا : «(مُتَشَابِهَاً) خياراً لا رديء فيه (عن قتادة). وقيل اللون واحدٌ والطعم مختلف» وإنّ هذا الكلام قد تناقلته المصادر القديمة لأهل السنّة مثل ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي كثير (م ١٣٢ق) : «فيقول لهم الولدان : كلوا فإنّ اللون واحدٌ والطعم مختلف. وهو قول الله : (وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً)»(١).
وتارةً استفاد بشكل كلّي من كلمة (المفسّرون) ومن تعابير مثل (قال المفسّرون) وذلك في بيان كلام معروف ومتداول بين التابعين ؛ على سبيل المثال وتعقيباً للآية (٢٩) من سورة البقرة قال : «وقال المفسّرون إنّ السّماوات كانت قبل أن تُسَوّى دخاناً». أو في عبارة (خِفَافَاً وَثِقَالا) من الآية (٤١) من سورة البقرة قال : «(خِفَافَاً وَثِقَالا) : شباباً وشيوخاً ، مشاغيل وفرّاغاً ، نشّاطاً وكارهين ، ركباناً ومشاةً ، كلٌّ قاله المفسّرون». والأنموذج الآخر هو تفسيره في عقب آيات مشابهة في سورة المائدة وهي الآيات رقم (٤٤ ، ٤٥ ، ٤٧) فقد قال فيها الوزير المغربي على النحو التالي : (وَمَن لَمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) و (الظّالِمُوْنَ) و (الفَاسِقُوْنَ) ، قال المفسّرون : الأولى لليهود والثانية للنصارى والثالثة للمسلمين» ، وهذا كلامٌ نقله الطبري في تفسيره عن الشعبي(٢) ، علماً أنّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ابن أبي حاتم ١ / ٦٧. والآية : ٢٥ من سورة البقرة.
(٢) الطبري : ٨ / ٤٦٣.