الوزير المغربي كان تارة يتّخذ قول (المفسّرين) دليلا على ردّ قول شخص مثل أبي مسلم الإصفهاني ؛ على سبيل المثال فقد قال في عقب الآية (١٧) من سورة الأعراف «وزعم أبو مسلم أنّ رفع الجبل عليهم يضلّلهم كان من الإنعام عليهم ، وذلك مخالف لما عليه المفسّرون» ؛ والجدير بالذكر هو أنّ الشيخ الطوسي فيما بعد كراراً ما استفاد من كلمة (أكثر المفسّرين) في تفسير التبيان في إشارته إلى مفسّري أهل السنّة من طبقة الصحابة والتابعين(١).
وتقريباً لم يك نقلٌ من نقولات الوزير المغربي عن الصحابة والتابعين ولا حتّى عن الأئمّة عليهمالسلام فيه شيء من الإسناد ، وبشكل عام فإنّه قد سلك الاختصار والانتخاب في المقام في أكثر نقولاته ، فعلى سبيل المثال فإنّه يذكر كالتالي :
ـ «(قَاتَلَهُمُ الله)(٢) لعنهم الله (عن ابن عبّاس)».
ـ «(يُطْفِئُوا نُوْرَ الله)(٣) هو القرآن والإسلام (عن الحسن)».
ـ «(وَالْعَامِلِيْنَ عَلَيْهَا)(٤) يروى عن مجاهد والضحّاك أنّ للعامل الثُّمُن. وعن الحسن يعطى على قدر عمالته بغير حدٍّ محدود»(٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) انظر نماذج من ذلك في تفسير التبيان للطوسي ، ٣ / ٢٨٧ ، ٣١٢ ، ٣٢١ ، ٣٤٩ ، ٣٦٢ ، ٤٤٤.
(٢) سورة التوبة : ٣٠.
(٣) سورة التوبة : ٣١.
(٤) سورة التوبة : ٦٠.
(٥) قام الوزير المغربي بعطف كلّ من (أبو جعفر وأبو عبد الله عليهماالسلام) على سائر الصحابة