إنّ نقل أقوال الصحابة والتابعين وكذلك نقل آراء الأدباء والمفسّرين لم يقيلان الوزير المغربي عن نقده لهم ، ولكنّ نقده على روايات الصحابة والتابعين يأتي من خلال عدم التعرّض لآرائهم ؛ لأنّه إذا لم يقبل قولا من الصحابة أو التابعين لم ير ضرورة لذكره في تفسيره ، وذلك لما صرّح به في مقدّمة تفسيره من سلوكه طريق الاختصار والانتخاب في نقل الأقوال واتّخذ هذا الأمر مبنىً له في تفسيره ، ومع كلّ ذلك فإنّه تارةً أبدى تعجّبه من الأقوال الأسطورية والخرافية فمثلا في عقب الآية (٧٤) من سورة البقرة : «(مِنْ خَشْيَةِ الله) أي لخشية الله كما قال : (يَحْفَظُوْنَهُ مِنْ أَمْرِ الله)(١) أي : بأمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والتابعين عند نقل أقوالهم ، كما نسب إليهم جميعاً قول واحد وهي الطريقة التي اتّخذها الشيخ الطوسي في تفسير التبيان فيما بعد في مواضع عديدة ، وإليك النماذج التالية في المصابيح :
ـ (إِذْ هَمَّتْ طِائِفَتَانِ) (آل عمران ١٢٢) «قال أبو جعفر وغيره : هم بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الأوس ، وذلك يوم أحد».
ـ عقب الآية ١٩٩ آل عمران «كلّ هؤلاء ذكرهم أبو جعفر وابن إسحاق ، ولهم في كتاب ابن إسحاق أحديث مشروحة».
ـ عقب الآية ١٩ النساء : «وقيل : ما أمر الله به من (إِمْسَاكٌ بِمَعْرُوْف أَوْ تَسْرِيْحٌ بِإِحْسَان) عن أبي جعفر ، والحسن».
ـ عقب الآية ٧١ النساء (خُذُوا حِذْرَكُمْ) ، قال أبو جعفر وغيره : (سلاحكم)».
ـ عقب الآية ١١٥ النساء : «وذلك عن أبي جعفر والجماعة».
ـ عقب الآية ١١٩ هود «(وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) أي للرّحمة خلقهم ، عن أبي عبد الله ومجاهد وقتادة».
(١) سورة الرعد : ١١.