الله ، وقيل المراد : الجبل الذي جعله الله دكّاً ، وقال مجاهد : كلّ حجر تردّى من رأس جبل فهو من خشية الله ، وهو أعجب الأقوال إلينا» ، واستمراراً لكلامه فقد فسّر الحجارتين الأخريين من قوله : (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ) بالأمور الحسّية بشكل كامل أو فسّرها بالمعجزات المعروفة في بيان القرآن الكريم.
وجاء الأنموذج الآخر من انتقاداته على مجاهد في آية (كُوْنُوا قِرَدَةً خَاسِئِيْن)(١) : «وكان مجاهد وحده يقول : لم يُمسخوا ، وإنّما هذا مثلٌ ضُرب لهم كما قال : (كَمَثَلِ الْحِمَارِ)(٢) وهذا قول انفرد به مجاهد يخالف ظاهر التلاوة ويخالف ما قد ذكرناه في غير هذا الموضع من الرواية».
والمثال الآخر الذي يذكره الوزير المغربي هو أنموذج من نقل الكلام الذي لم يعرب المغربي عن قائله ولم يقبله لمخالفته المشهور وذلك في عقب الآية (٣٠) من سورة المائدة حيث قال : «وروى أبو مسلم عن بعض المفسّرين أنّ ابني آدم رجلان من بني إسرائيل ، وليسا ولدين لآدم من صلبه ، وذلك خلاف المشهور» ، ونحن نعلم أنّ هذا الكلام قد نُسب كثيراً في التفاسير القديمة للحسن البصري وتارةً قد نُسب لابن عبّاس(٣).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة البقرة : ٦٥.
(٢) سورة الجمعة : ٥.
(٣) انظر : جامع البيان : ٨ / ٣٢١ ، ٣٣٥.