كبيرة من روايات الصحابة مثل عمر بن الخطّاب ، أبو هريرة ، ابن مسعود ، ابن عبّاس ، سعد بن أبي وقّاص ، أبو موسى الأشعري ، أبو العالية ، وجابر بن عبد الله وعلى مفسّرين تابعين مثل الحسن البصري ، عبدالله بن عمر ، سعيد ابن جبير ، وسعيد بن المسيّب ، مجاهد ، قتادة ، السدّي ، عكرمة ، أبو مالك ، الربيع ، وعطاء ، مع ذكر مختلف الأشعار والشواهد الأدبية التي نقلت نصّاً من تفسير الطبري.
هذا وأنّ الروايات التفسيرية في جامع البيان للطبري قد ذُكرت بأسرها بأسانيد كاملة ، وغالباً ما ينتخب الطبري واحدة منها أو يرجّحها على سائر الروايات الأخر ، وفي قبال ذلك نرى الشيخ الطوسي قد حذف جميع تلك الأسانيد تقريباً(١) ورتّب خلاصة من الأقوال مع ذكر قائليها ، ورجّح من بينها رأياً قد يكون تارةً موافقاً لرأي الطبري وقد يكون مخالفاً له تارة أخرى.
إنّ واحدة من الأمور التي يجدر الإشارة إليها في تفسير التبيان هو أنّ الشيخ الطوسي في تفسيره يهتمّ ـ من بين المفسّرين المعاصرين لزمانه في القرنين الثالث والرابع الهجري ـ بآراء ثلاثة من المفسّرين اهتماماً خاصّاً وهم : الطبري ، البلخي ، الجبّائي ، وكأنّ أقوال المفسّرين جميعاً من كلا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ونادراً ما يذكر السند مثل : «وروى الطبري بإسناده عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال ...» (التبيان ، ٦ / ٢٢٣) ؛ «وروى الطبري بإسناده عن عكرمة عن بريده قال» (التبيان ١٠ / ٩٨) ، «ذكره الطبري بإسناده عن جابر بن عبد الله عن علي عليه السلام» (التبيان ٥ / ٤٦١).