الفريقين قد تلخّصت في آراء هؤلاء الثلاثة ، فكثيراً ما تكرّر في التبيان منه قوله : «الطبري ، الجبائي ، البلخي وعليه أكثر المفسّرين» ، والذي نستفيده من عموم كلامه في التبيان وكأنّ أهمّ المفسّرين من القدماء ـ الطبقة الأولى ـ هم من أمثال : ابن عبّاس ، ابن مسعود ، أبو هريرة ، ابن عمر ، سعيد بن جبير ، مجاهد ، قتادة ، السدّي ، عكرمة ، أبو مالك ، ربيع ، عطاء الخراساني ، و ... وأمّا أهمّ المفسّرين في عهد التدوين هم المفسّرون الثلاثة : الطبري ، البلخي ، الجبّائي(١).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) وهذه نماذج منها :
ـ «وقال أكثر المفسّرين : البلخي والطبري والجبائي ، وغيرهم : إنّ المراد به الإسلام» (التبيان ٣ / ٢٨٧.
ـ «ذهب إليه السدّي ، وابن زيد ، ومجاهد في رواية أخرى ، وهو اختيار الجبائي ، والبلخي والطبري» (التبيان ٣ / ٣١٢).
ـ «وبه قال أكثر المفسّرين : الطبري ، والبلخي ، والجبّائي ، وابن عبّاس ، وعبد الله ابن معقل ، وأبو وائل ، وغيره» (التبيان ٣ / ٣٢١).
ـ «وبه قال مجاهد وعبيدة ، والحسن وابن عبّاس وقتادة وابن زيد والضحّاك وسفيان ، والطبري والجبائي والبلخي وغيرهم. وهو المروي عن أبي جعفر عليهالسلام وأبي عبدالله عليهالسلام» (التبيان ٣ / ٣٤٩).
ـ «وبه قال جماعة من المفسّرين. ذهب إليه أبو وائل ، وإبراهيم وعبدالله. وقال إبراهيم : من ذلك إذا تكلّم الرجل في مجلس بكذب يضحك منه جلساؤه ، فسخط الله عليه. وبه قال عمر بن عبد العزيز ، وقيل : إنّه ضرب صائماً كان قاعداً مع قوم يشربون الخمر. وقال ابن عبّاس : أمر الله بذلك الإنفاق ، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة. والمراء والخصومة ، وبه قال الطبري والجبائي والبلخي وجماعة من