مراقد أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، ومنه توجّه إلى خراسان لزيارة مشهد الإمام الرضا عليهالسلام ، وأثناء السفر صنّف رسالة زاد المسافرين في أصول الدين ، ثمّ أمضى بقيّة حياته في مشهد متنقّلاً بين طوس والمدن الأخرى ، ولم يزل يدأب ويجتهد ، ويتباحث مع السيّد محسن بن محمّد الرضوي القمّي (ت ٩٣١ هـ) وغيره من العلماء في علمَي الكلام والفقه ، حتّى مهر في العلوم ، وامتلك زمام الفضل والجدل ، وانتشر صيته. وكانت له مناظرات في إثبات أحقّية المذهب الحقّ وخلافة أمير المؤمنين عليهالسلام ، أهمّها مناظراته مع الفاضل الهروي التي جرت عام (٨٧٨ هـ) في منزل السيّد الرضوي المذكور(١).
قرأ عليه الفقه والأصول والحديث وغيرها جماعةٌ ، منهم : السيّد كمال الدين محسن بن محمّد بن عليّ الرضوي المشهدي (المتوفّى ٩٣١ هـ) وله منه إجازة ، وربيعة بن جمعة العبرمي العبادي الجزائري وله منه إجازة ، والسيّد شرف الدين محمود بن علاء الدين الطالقاني وله منه إجازة ، ومحمّد ابن صالح الغروي الحلّي وله منه أربع إجازات ، وجلال الدين بهرام الإستر آبادي وله منه إجازة ، وعلىّ بن قاسم بن عذاقة وله منه إجازة ... وغيرهم.
وهو في جميع تلك الأوقات مشتغلٌ بالتدريس والبحث والتصنيف. وصنّف أكثر من خمسين كتاباً في الكلام والمنطق والفلسفة والعرفان وأُصول الفقه والفقه وعلوم الحديث واثنتي عشرة إجازة ، منها : عوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينيّة ، درر اللآلي العماديّة في الأحاديث الفقهيّة ، الأقطاب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) لؤلؤة البحرين : ١٦٦.