فيه تعالى ، هو انا لمكان إمكاننا ناقصون في الفاعلية ، وفاعليتنا لكل شيء بالقوة ، فلذا نحتاج في الخروج من القوة إلى الفعل إلى مقدمات زائدة على ذواتنا من تصور الفعل ، والتصديق بفائدته ، والشوق الأكيد ، فيكون الجميع محركاً للقوة الفاعلة المحركة للعضلات ، وهذا بخلاف الواجب تعالى فانه لتقدسه عن شوائب الإمكان ، وجهات القوة والنقصان فاعل بنفس ذاته العليمة المريدة ، وحيث انه صرف الوجود ، وصرف الخير مبتهج بذاته أتم الابتهاج ، وذاته مرضي لذاته أتم الرضا ، وينبعث من هذا الابتهاج الذاتي ـ وهو الإرادة الذاتيّة ـ ابتهاج في مرحلة الفعل ، فان من أحب شيئاً أحب آثاره ، وهذه المحبة الفعلية هي الإرادة في مرحلة الفعل ، وهي التي وردت الاخبار عن الأئمة الأطهار عليهمالسلام بحدوثها».
يحتوي ما أفاده (قده) على عدة نقاط :
(الأولى) ان مفهوم الإرادة غير مفهوم العلم ، فان مفهوم الإرادة الابتهاج والرضا ، ومفهوم العلم الانكشاف ، فلا يصح تفسير أحدهما بالآخر ، وإن كان مطابقهما واحداً ، وهو ذاته تعالى.
(الثانية) ان إرادته تعالى من الصفات الذاتيّة العليا كالعلم ، والقدرة وما شاكلها ، وليست من الصفات الفعلية.
(الثالثة) ان الإرادة فينا عبارة عن الشوق الأكيد المحرك للقوة العاملة المحركة للعضلات نحو المراد ، وتحققها ووجودها في النّفس يتوقف على مقدمات كالتصور ، والتصديق بالفائدة ، ونحوهما ، ومن الواضح ان الإرادة بهذا المعنى لا تتصور في حقه سبحانه وتعالى ، فان فاعليته تامة ، لا نقصان فيها أبداً ، وأنه فاعل بنفس ذاته العليمة المريدة ، ولا تتوقف فاعليته على آية مقدمة خارجة عن ذاته تعالى.
(الرابعة) ان الابتهاج في مرحلة الفعل هو الإرادة الفعلية المنبعث