تمهيد
توظيف أسلوب الشرط في نصِّ الزيارة :
إنَّ من بينِ الصِّلات النحوية المهمّة في الكلام بنية الشرط ، وقد نالت حظّاً وافراً من عناية النحويّين قديماً وحديثاً ، فدرسه بعضهم ضمن موضوع الجزم ، على حين أفرد له آخرون باباً مستقلاًّ(١).
والشرط تركيب نحوي ، مفاده «وقوع الشيء لوقوع غيره»(٢) ، أو «تعليقُ شيء بشيء ، بحيث إذا وُجِدَ الأوّلُ وجد الثاني»(٣) ، وتتكوّن جملة الشرط في الكلام من ثلاثة عناصر أساسية فضلاً عن الروابط التي تربط تلك العناصر المكوّنة لها ، فتتركّب تلك العناصر مع بعض لتشكّل هذا الأسلوب وتميُّزه من غيره ، وهي لا تستقلّ عن بعضها ، بل تتّحد هذه الجملة المتكوّنة من الأداة
__________________
(١) في كتاب (الجمل) المنسوب إلى الخليل بن أحمد : ٢١٥ ، دُرس الشرط ضمن باب الجزم بعنوان (الجزم بالمجازاة وخبرها) ، وعند سيبويه في (الكتاب ٣/٦) ، أفرد له باباً بعنوان (باب الجزاء) ، وورد عند المبرّد في (المقتضب : ٢/٤٦ ـ ٥٩) بعنوان (هذا بَاب المجازاة وحروفها) و (باب مسائِل المجازاة وما يجوز فِيها وما يمْتَنع مِنْها) ، ودرسه ابن السرّاج في (الأصول في النحو : ٢/١٨٧) بعنوان (فصل من مسائل المجازاة) ، وورد عند الزمخشري في (المفصّل في صنعة الإعراب ٤٣٩) ، بعنوان (الشرط) ، وبيّن أبو البركات الأنباري في (أسرار العربية ٢٣٨) أحكامه في (باب الشرط والجزاء) ، وشرحه ابن يعيش في (شرح المفصّل : ٤/٢٧٧ ، و ٥/١٠٥) ضمن باب جزم الفعل المضارع ، وباب الحروف.
(٢) المقتضب : ٢/٤٦.
(٣) التعريفات : ١٢٥.