وفعل الشرط وجوابه لتكوِّن فكرةً أو معنىً تامّاً.
وأداة الشرط هي الجزء الحيوي المُميَّز في هذا التركيب ، لِمَا لها من أثر مهمٍّ في الربط بين أجزاء الجملة الشرطية ، إذْ تجعلها تَجَمّعاً واحداً يرتبط بعضه ببعض ، لكن عملها هذا لا يتمُّ بمفردها ، فهي من حيث التَّضامّ تكون ذات افتقار متأصِّل إلى الضمائم ، إذ لا يكتمل معناها إلاّ بها ، فحرف الجرّ مثلاً لا يفيد معنىً واضحاً إلاّ مع ذكر المجرور(١) ، وكذلك أداة الشرط لا يتّضح معناها إلاّ مع ذكر ضمائمها (الشرط والجواب) ، فلا معنى لها في نفسها ، إنَّما يكون لها معنى بتركّبها معهما ، وهي تتصدّر فعل الشرط والجواب وتقوم بمهمّة ربط جملة بجملة ، تكون الأُولى سبباً والثانية مُتَسَبِّباً عنه(٢) ، لذا قيل : الشرط «علّةٌ وسببٌ لوجود الثاني»(٣) ، فعندما يقول الإمام عليهالسلام : «مَنْ أَتَاكُمْ نَجَا ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِكُمْ هَلَكْ»(٤) ، يعني أنَّ الإتيان لهم عليهمالسلام هو السبب الموصل للنجاة ، وعدم الإتيان سبب في الهلاك وموصل إليه ؛ فمَن أتاكم وعرفكم واتَّبعكم نجا ، ومَن تخلَّف عنكم ولم يتّبعكم هلك(٥) ، أي : إنَّ الركن المتمثّل بفعل الشرط هو سبب وجود الركن المتمثّل بجواب الشرط والمُوْصِل إليه ، لذلك يقال : «إنَّ كلَّ شَيء يُتوصّل بِهِ إِلَى شَيء فَهُوَ سَبَب. وجعلتُ فلاناً سَبَباً
__________________
(١) ينظر : اللغة العربية معناها ومبناها : ١٢٦.
(٢) ينظر : ارتشاف الضرب : ١٨٦٢.
(٣) شرح المفصّل : ٥/١١١.
(٤) من لا يحضره الفقيه : ٢/٣٨٨.
(٥) ينظر : في رحاب الزيارة الجامعة : ٤٠٣.