امتناع وجود الجواب لامتناع وجود الشرط(١) ، وهي تقوم بوظيفة تعليق حدوث الجواب على حدوث الشرط في الزمن الماضي(٢) ، فتستعمل للشرط في الماضي مع القطع بانتفاء الشرط فيلزم انتفاء الجزاء ، كانتفاء الإكرام في قولك : (لو جئتني لأكرمتك) ، فالإكرام منتف وممتنع لانتفاء المجيء الذي كان لا بُدَّ أنْ يحصل ، فتعلّق حدوث الثاني على حدوث الأوّل(٣) ، أمّا مجيؤها بمعنى (إنْ) ، فيكون للتعليق في المستقبل ، لذلك إنْ «وليها فعل ماض لفظاً اُوِّلَ بالفعل المستقبل معنى»(٤) ، وتستعمل (لو) «فيما لا يتوقّع حدوثه ، وفيما يمتنع تحقُّقه ، أو فيما هو محال أو من قبيل المحال»(٥) وجوابها فعل مجزوم بـ : (لم) أو منفي بـ : (ما) أو مثبت متّصل بلام مفتوحة(٦) ، ودخول اللام في جوابها يكون «لتأكيد ارتباط إحدى الجملتين بالأخرى ويجوز حذفها»(٧) ، فتلحق به إنْ كان مثبتاً ، وتمتنع عنه إنْ كان منفيّاً بـ : (لم)(٨) ، ووردت هذه الأداة في الزيارة الجامعة في موضع واحد ، في قول الإمام عليهالسلام : «اللَّهُمَّ إِنِّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعَاءَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ مُحَمَّد وَأَهْلِ بَيْتِهِ الأَخْيَارِ ، الأَئِمَّةِ الأَبْرَارِ ،
__________________
(١) ينظر شرح المفصّل : ٥/ ١٠٥ ـ ١٠٦.
(٢) ينظر : شرح التصريح : ٢/٤١٩.
(٣) ينظر : الإيضاح في علوم البلاغة : ٢/١٢٥.
(٤) شرح التصريح : ٢/٤١٨
(٥) في النحو العربي نقد وتوجيه : ٢٩١.
(٦) ينظر : شرح الكافية الشافية : ٣/١٦٣٩.
(٧) المفصّل في صنعة الإعراب : ٤٥١.
(٨) ينظر : شرح الكافية الشافية : ٣/١٦٣٩ ـ ١٦٤٠.