الفعلان إمَّا «مضارعين ، أو ماضيين ، أو أحدهما ماضياً والآخر مضارعاً. فإن كانا مضارعين ، كانا مجزومين وظهر الجزمُ فيهما ، كقولك (إنْ تقمْ أقمْ) وإنْ كانا ماضيين ، كانا مُثْبَتَيْن على حالهما وكان الجزم فيهما مقدّراً ، نحوَ قولك :(إنْ قمتَ قمتُ) والمعنى (إنْ تقمْ أقمْ)»(١) ، واختصَّ الشرط بالأفعال أكثر من الأسماء ، لأنَّ ذلك يعود للأفعال وما تحمله من خاصّية التجدّد والانقضاء(٢).
وجواب الشرط يرد تركيباً إسناديّاً فعليّاً تارةً ، أو تركيباً إسناديّاً اسميّاً تارةً ثانية ، أو تركيباً شرطيّاً تارةً ثالثة(٣) ، وهو ترتيب خاصّ وردت على نسقه الجملة الشرطية في كلام الإمام عليهالسلام ، فورد الجواب جملاً شرطية متتابعة ، شكّلت بمجموعها جواباً أو جزاءً لشرط تقدّم عليها ، أو بياناً لنتيجة مترتّبة على شرط قد سبق ذكره ، فيأتي ذلك الجواب متّصلاً بالفاء الرابطة بينه وبين الشرط المتقدّم عليه ، ونجد ذلك في قوله عليهالسلام : «عَصَمَكُمُ الله مِنَ الزَّلَلِ ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ ، وَأذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ وَطَهَّرَكُمْ تَطْهيراً ، فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ ، وَأكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ ، وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ ، وَأدَمْتُمْ ذِكْرَهُ ، وَوَكَّدْتُمْ ميثاقَهُ ... وَنَشَرْتُمْ شَرايِعَ أحْكامِهِ ، وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ ، وَصِرْتُمْ في ذلِكَ مِنْهُ إلى الرِّضا ، وَسَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضاءَ ، وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ
__________________
(١) شرح المفصّل : ٥/١٠٨.
(٢) ينظر : شرح المفصّل : ٥/١٠٨.
(٣) ينظر : التراكيب الإسنادية : ١٧٥.