يجب في مورده تحصيل العلم ، كما هو الحال بالنسبة إلى المسائل الاعتقادية ؛ إذ في هذا النوع من المسائل قد يكون نقل الرواية عن الراوي مقدّمة لتحصيل العلم ، بمعنى أنّه من خلال ضمّ الأحاديث الأخرى بعضها إلى البعض الآخر وتراكم القرائن المختلفة نتوصّل إلى إثبات المسألة ، ففي تحصيل العلم لا حاجة إلى أن يكون كلّ واحد من الأحاديث المعتمد عليها معتبرة بأجمعها ، ومن هنا كانت الأحاديث الضعيفة مؤثّرة في تحقيق التواتر ، ففي المسائل الاعتقادية تروى الكثير من الأحاديث في الكتب الروائية ، والكثير من هذه الأحاديث غير معتمدة من الناحية السندية ، ولكنّها تساعد على تحصيل العلم من خلال ضمّها إلى الأحاديث الأخرى ، ولذلك مثلاً نشاهد في كتاب الحجّة من الكافي أسماء كثير من المجهولين ، ويبعد أن يكون الكليني من القائلين بتوثيق جميع هؤلاء الأشخاص ، بل يبدو أنّ السبب في نقل الرواية عن هؤلاء الأفراد يعود إلى نفس هذه المسألة المشار إليها آنفاً من ضمّ الأحاديث بعضها إلى بعض.
وفيما يتعلّق بإسماعيل بن مهران ورواياته الكثيرة عن الحسن بن عليّ ابن أبي حمزة فلا ينطبق عليه ما ذكرناه آنفاً وإنّما من باب أنّ كثيراً من رواياته إنّما هي في السنن والمستحبّات من قبيل : ثواب سور القرآن الكريم(١) ، أو فضل الصلوات على النبيّ الأكرم وأهل بيته(٢) فلا داعي لوثاقة
__________________
(١) الكافي ، ج ٢ ، ص ٦٢٠ / ٣ ، ٦٢٣ / ١٠ ؛ أمالي الصدوق ، المجلس ١٦ / ٨ ، وخاصّة ثواب الأعمال ، أبواب ثواب قراءة سور القرآن ، ص ١٣٠ ـ ١٥٨.
(٢) الكافي ، ج ٢ ، ص ٤٩٢ / ٦.