موزون مقفّى».
إنّ القصّة والأُسطورة وما شابههما عُدّت عند المناطقة من أقسام الشعر باعتبار اتّخاذ المناشئ فيها وإن لم تكن موزونة كما يقول الأُدباء ، وهي كما عرفتَ أوقع في النفوس ، وأنجع في القلوب ، وأنفع في حصول الغرض المطلوب ، وهو استبدال صعوبة البرهان والاستدلال إلى السهل اليسير بنحو يستفيد الجميع منه على اختلاف أذواقهم.
وهذا النوع من التصنيف كان رائجاً منذ القدم ، باختلاف الأغراض من التأليف في شتّى المواضيع والعلوم ، ولم تخلو المكتبة الشيعيّة من هذه التصانيف أيضاً ؛ فقد كان لعلمائنا الأبرار ـ قدّس الله منهم أسرار ـ عدّة تصانيف في هذا المجال ، حيث يعثر المتتبّع في التراث على جملة من المصنّفات خلّفها علماؤنا في نشر العقيدة الحقّة بين الطائفة المحقّة ، وترويجها بين عامّة الناس ؛ لتكون أقرب إلى الأفهام والعقول ، وآنس لدى النفوس ، ويمكن أن تعدّ من جملة هذا التراث المصنّفات التالية :
١ ـ شرح المنام ؛ وهو مناظرة الشيخ المفيد رحمهالله مع عمر في المنام ؛ طبع بتحقيق الأُستاذ العلاّمة السيّد محمّد رضا الجلالي (حفظه الله) ، وقد ذكرها الشيخ الطبرسي (٥٤٨ هـ) في الاحتجاج ، تبدأ بقوله : «حدّث الشيخ أبو عليّ الحسن بن محمّد الرقّي بالرملة في شوّال سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ، عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان (رضي