وقد قال (صلّى الله عليه وآله) : «رحم الله تبّعاً ، مات مؤمناً مصدّقاً» ، فسمّوه صدّيقاً.
وقد روى سالم بن أبي جعد ، عن محمّد بن سعد بن أبي وقّاص أنّه قال لأبيه سعداً : كان أبو بكر أوّلكم إسلاماً؟ قال : لا ، قد أسلم قبله أكثر من خمسين رجلاً ، ـ ذكره المفيد في كتاب الإفصاح في الإمامة ـ(١).
وهؤلاء صدّيقين هم أولى من صاحبكم لأنّهم قبله.
قلت : يرحمك الله ، ليس بجهل ما ذكرت غير أنّ هؤلاء صدّقوا قبل الدعوى وإظهار الدين.
__________________
طالب : ٢ / ٩٣ ، إعلام الورى : ١ / ٦١ ، الدرّ النظيم : ١٨ ، الصراط المستقيم : ١ / ٥٧ ، المعارف لابن قتيبة : ٦٠ ، فتوح الشام للواقدي : ١ / ٥٤ ، تفسير الثعلبي : ٩ / ٩٧ ، تفسير القرطبي : ١٦ / ١٤٥ ، تفسير الثعالبي : ٥ / ٢٠١ ، البداية والنهاية : ٢ / ٢٠٤ ، السيرة النبويّة لابن كثير : ١ / ٢٣ ، سبل الهدى والرشاد : ٣ / ٢٧٤.
ومدحه الله تعالى في كتابه هكذا : (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّع وَالَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِيْنَ) ، الدخان : ٤٤ / ٣٧ ، فإنّ تبّعاً ملكاً من حمير وكان مؤمناً وقومه كفّاراً فذمّ الله قومه.
وتمام الشعر هكذا :
شَهِدتُ عَلى أحمَد بأنّه |
|
رَسُولٌ من اللهِ بارِي النَّسَمْ |
فَلَو مَدَّ عُمْرِي إلى عُمرِهِ |
|
لَكُنتُ وَزِيراً لَه وابنَ عَمْ |
وَكُنتُ عذاباً عَلَى المشركينَ |
|
أسقِيهِمُ كأسَ حتْفَ وَغَمْ |
(١) لعلّ هذه العبارة من زيادة النسّاخ ، الإفصاح : ٢٣٢ ، كنز الفوائد للكراجكي : ١٢٤ ، مناقب آل أبي طالب : ١ / ٢٨٩ ، تاريخ الطبري : ٢ / ٦٠ ، البداية والنهاية : ٣ / ٣٩ ، السيرة النبويّة لابن كثير : ١ / ٤٣٦.