الرضي من مجموع كلمات الإمام لا يبدو صائباً ؛ لأنّ مؤلّف نهج البلاغة إنّما اختار بعض الخطب والكلمات عن أمير المؤمنين التي رأى أنّها تقف في مرتبة عالية من الناحية الأدبية والبلاغية.
وقد نقل سماحة السيّد المددي ثلاثة مقاطع من هذه الرسالة ليستنتج منها عدم تشابه هذه الرسالة بالكلام المعروف عن الإمام ، وإنّ هذه المقاطع خير شاهد على هذا الكلام ، وخاصّة المقطع الأوّل (ص ٦٧ بالالتفات إلى عبارة : وغيره ممّا لو شرح لطال به الكتاب) والمقطع الثالث (ص ٩١ ، وأمّا الردّ على من قال بالرأي والقياس والاستحسان ، ...).
وهذه نماذج أخرى نذكرها في سياق الكلام :
ـ «وقد اعترض على ذلك بأن قيل : قد رأينا أصنافاً من الحيوان لا يُحصى عددها ، يبقى ويعيش بغير أمر ولا نهي ... وإذا جاز أن يستقيم بقاء الحيوان المستبهم ... بطل قولكم إنّه لابدّ للناطقين من آمر وناه ، وإلاّ لم يبقوا. والردّ عليهم هو أنّ الله تعالى لمّا خلق الحيوان على ضربين : مستبهم وناطق ...» (ص ٤٢).
ـ «قال المعترض : قد وجدنا بعض البهائم ... قيل : هذا الذي ذكرتم لا يكون على العموم ، وإنّما يكون في الواحد بعد الواحد لعلّة ما ... وجه آخر هو أن ... فبطل الاعتراض» (ص ٤٣).
ـ «اللهمّ إلاّ أن يدّعي مدّع أنّ الإمامة مستغنية عمّن هذه صفته ...» (ص ٤٤).
علماً بأنّ عبارة (اللهمّ إلاّ أن) قد وردت في رواية عن الإمام جعفر