الزمن راغباً بالجوار ومستمتعاً براحة البال ، على أن يرحل منها بعد تحقيق الأهداف التي بقي من أجلها ، بيد أنّ فئة ثالثة من أولئك القادمين قد راموا الاستقرار الدائم فيها ليختموا حياتهم الدنيا في أقدس البقاع وأطهرها. وعلى الفئتين الأخيرتين أطلق لقب المجاورين.
وتزخر الروايات عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت عليهمالسلام من توجيهات حاثّة على استحباب زيارتهم عليهمالسلام ، فعن أبي عبدالله عليهالسلام قال : «بينما الحسين بن علي عليهالسلام في حِجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ رفع رأسه فقال له : يا أبة ما لمن زارَك بعد موتك؟ فقال : يابنيّ من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنّة ، ومن أتى أخاك زائراً بعد موته فله الجنّة ، ومن أتى أخاك بعد موته فله الجنّة ، ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة»(١).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة»(٢).
وعن أبي عبدالله عليهالسلام قال : «قالَ رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أتى مكّة حاجّاً ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة ؛ ومن زارني زائراً وجبت له شفاعتي ؛ ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة ، ومن مات في أحد الحرمين ؛ مكّة أو المدينة لم يعرض إلى الحساب ؛ ومات مهاجراً إلى الله ، وحشر يوم القيامة
__________________
(١) كامل الزيارات : ٩.
(٢) كامل الزيارات : ١٠.