٢) طلب العلم :
لعلّ من أبرز الدوافع التي كانت تحرّك علماء الإسلام من مختلف المذاهب الإسلامية ، ومنهم علماء الإمامية للهجرة إلى (مكّة المكرّمة) و (المدينة المنوّرة) هو الهدف العلمي ، فقد كانت المدينتان المقدّستان تعجّان بنشاط علمي واسع ، كان فيه دور علماء الإمامية بارزاً ومؤثراً ، فهذا مصطفى ابن محمّد التبريزي صاحب تحفة القرّاء وتحفة الأبرار تشرّف بزيارة العتبات ثلاث مرّات وللحجّ ثلاث مرّات ، وفي الحجّة الثانية قرأ بمكّة على إسماعيل القاري وقرأ في سائر أسفاره على جمع من قرّاء العرب مدّة ثلاثين سنة ، وكتب في حجّه الثالث ١٠٦٧هـ التحفة بين الحرمين راجعاً عن الحجّ ، ولمّا حجّ ورجع إلى إصفهان لازم خدمة مجتهد الزمان الآخوند الملاّ محمّد الخراساني ، يراجع في مشكلاته ويأخذ منه أحكامه(١).
وكان السيّد مرتضى ابن المصطفى التبريزي تملّك نسخة تّامّة من أوّل (الأُصول) إلى آخر (الرّوضة) في الكافي ، وقرأ أكثره على شيخه الملاّ محمّد مؤمن ابن الشاه قاسم السبزواري ، فكتب شيخه إجازة مفصّلة في آخره في ١٠٦٠هـ (١٦٥٠م) وذكر فيها من مشايخه محمّد الشهير بنصر المحدّث التوني والحسن بن المشغري الراويين عن الميرزا محمّد الرجالي الاسترابادي ، وقد قرأ عليه أيّام مجاورتهما لمكّة ، وثالثهما بدر الدين الحسيني العاملي المدرّس
__________________
(١) الروضة النضرة : ٥٦٥ ـ ٥٦٦