لما يحبّ ويرضى أكثر كتاب تهذيب الأحكام وبحث تفتيش وتحقيق وإتقان في مدّة من الزمان وكذلك جملة من بقيّة الكتب الأربعة المشهورة في هذا الزمان ، فلمّا لم يساعده على إتمامها حوادث الأيّام أجزت له روايتها بطرقي المقرّرة وأعلاها ما نبّهت عليه في كتب الرجال وإنّما اكتفينا عن التفصيل بهذا الإجمال لضيق المجال وقرب الترحال ، مشرطاً عليه الأخذ بطريق الاحتياط وملازمة الجادّة الموظّفة بين أُولي الفضل والكمال. كتب ذلك العبد الفقير إلى رحمة ربّه الهادي محمّد بن علي الاسترابادي في أواخر شهر ذي الحجّة الحرام بمكّة المكرّمة زادها الله تعظيماً وتشريفاً سنة ستّ عشرة بعد الألف سنة ١٠١٦هـ (١٦٠٧م) حامداً مصلّياً على محمّد نبيّه وآله مسلّماً مستغفراً عفي عنهما بمحمّد وآله»(١).
وقد قرأ رحمة الله الگيلاني الحيدر آبادي مؤلّف برهان القارئ في تجريد كلام الباري في مكّة على أحمد الجكمي ، وكان نزيل حيدر آباد الهند وحجّ منها ١٠٤٢هـ (١٦٣٢م) وعاد إلى حيدر آباد ١٠٤٥هـ (١٦٣٥)(٢).
وقد تتلمذ حسين العيناثي العاملي في مكّة على محمّد أمين
__________________
(١) الروضة النضرة : ٣٩٨.
(٢) الروضة النضرة : ٢١٧.