والمدينة المنوّرة في غضون القرن الحادي عشر هو كثافة ما صنّفه العلماء المسلمون من كتب ومصنّفات علمية في مختلف العلوم الإسلامية وعلى رأسها الفقه والحديث والتفسير والتاريخ وعلم الرجال والتراجم وعلم الفلك والطبّ والحساب واللغة.
ومن أبرز علماء الإمامية المصنّفين عبدالنبي بن سعد الجزائري (ت ١٠٢١هـ/ ١٦١٢م) ، الذي كتب في المدينة المنوّرة بأمر شمس الدين بن علي الشدقمي المدني شرحاً على إرشاد الأذهان عُرف بـ : الاقتصاد في شرح الإرشاد(١).
كما صنّف محمّد أمين الاسترابادي (ت ١٠٣٦هـ/ ١٦٢٧م) الفوائد المدنية والفوائد المكّية ، حيث كان متصلّبا في الأخبارية ضدّ الأُصوليّين وأهل العقل ، ويظهر من فوائده المدنية أنّ له شرح أُصول الكافي وشرح الاستبصار وشرح تهذيب الأحكام ، وقد ردّ على المحقّق الدواني والمولى صدرا في حواشيهما على شرح التجريد ، وله رسالة في البداء وأُخرى في طهارة الخمر ونجاستها ، وجواب مسائل الحسين الظهيري العاملي ، و (دانش نامه) فارسي في مسائل كلامية متفرّقة ، والمسائل الكلامية الثلاث في : (علم الله) و (ربط الحادث بالقديم) و (أفعال العباد). وقد شاهد الشيخ يوسف
__________________
(١) الروضة النضرة : ٢٦٧ ـ ٢٦٨.