أهدافهم في التأثير على العقلية الشيعية وتعزيز حضورهم في الوسط الشيعي.
أمّا أهمّ الذين صنّفوا كتباً في مباحث الغيبة وتفرّعاتها من المُحَدِّثين الكُوفيّين في القرن الثالث الهجري ، فهم :
١ ـ الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني :
قال النجاشي : «له كتب ، منها : كتاب الفتن وهو كتاب الملاحم ، وكتاب القائم الصغير ، وكتاب الغيبة ، وكتاب الرجعة»(١) ، وهذا الرجل حضيت رواياته باهتمام كبير في كتب الحديث الشيعية ، على الرغم من كونه وجهاً من وجوه الواقفة ، وقد أشارت بعض النصوص إلى توبته ورجوعه إلى إمامة الرضا عليهالسلام ، وربّما صدر عنه شيء من ذلك ـ إما حقيقة أو تظاهراً ـ ، لذلك أخرج حديثه في الغيبة ومباحثها كلّ من صنّف من الشيعة تقريباً(٢).
ومن رواياته ما رواه الصَّدوق في كمال الدين ، قال : «حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله الكُوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال :
__________________
(١) رجال النجاشي ص٣٦ـ٣٧.
(٢) أورد رواياته على سبيل المثال لا الحصر : البرقي في المحاسن ١ / ٨٩ ، والصفّار في بصائر الدرجات ص٣٦٦ ، والكُلَيني في الكافي ١ / ١٣٧ ، وأكثر من الرواية عنه المحدّث النعماني في الغيبة ص٤٢ ، ٤٣ ، ٤٤ ، ٥٩ ، وآخرون.